تعاني ساكنة الدواوير التابعة لكل من الجماعة القروية لأمسمرير و تلمي من صعوبة البرد القارس، التي تواجهها كل سنة، في ظل غياب حطب التدفئة، نظرا لكون جبال هذه المناطق لم يسبق لها أن استفادت من أية عملية تشجير من لدن مصالح المياه و الغابات. مما يجبر نساء المنطقة إلى الانتحار في الجبال كل يوم، قبل طلوع الفجر إلى ما بعد الزوال بحثا عن بقايا بعض الأعشاب، من أجل ضمان التدفئة للشيوخ و الأطفال و حمايتهم من الموت بأعشاب يمنع أصلا اقتلاعها في إطار المحافظة على التنوع البيولوجي.
ويبقى الأسوأ من هذا هو تدهور الوضع الصحي بالمنطقة التي يزيد عدد ساكنتها على عشرين ألف نسمة، بعد إغلاق بعض المراكز الصحية أبوابها في هذه المناطق، و انعدام الأطباء و الأدوية في البعض الآخر، التي لا تصنفها الجهات الرسمية في خانات الفقر باعتبار أن بعض سكانها يمتلكون عشرات المقاولات الصغرى و المتوسطة في المدن الكبرى للمملكة.
و تعرف هذه المناطق احتجاجات من حين لأخر، أهمها الانتفاضة التي نظمتها ساكنة دواوير أوسيكيس، في مثل هذه الفترة من السنة الماضية و دامت زهاء أسبوع. إلا أنها باءت بالفشل حسب مصدر من عين المكان، نظرا لكون كل الوعود التي تلقاها ممثلو السكان من مختلف المسؤولين، سواء على مستوى الشأن التعليمي أو الصحي لم تر النور. فيما تزال الأوضاع في هذه المناطق على حالها إلى حد كتابة هذه السطور. و فيما يلي مقالات سبق نشرها خلال نفس الفترة من السنة الماضية حول نفس المعانات لساكنة هذه المناطق :
عودة الحياة لمدارس أوسيكيس بعد إغلاقها لأكثر من شهر
عادت الحياة من جديد لكل المدارس الفرعية التابعة لمجموعة مدارس أوسيكيس بعد الاحتجاجات الأخيرة التي عاشتها المنطقة والتي دامت ما يقارب أسبوعين واكبتها تغطية إعلامية لا بأس بها حيت تناولتها بعض المنابر الإعلامية المكتوبة والالكترونية كما أعد فريق القناة الثانية ورقة عن معانات الساكنة بدأت بإقدام أباء و أمهات و أولياء التلاميذ على إيقاف أبنائهم عن التمدرس لأكثر من شهر.
هكذا وبعد سلسلة من اللقاءات الماراطونية بين لجنة عن ممثلي السكان و بعض المصالح بإقليم ورزازات أهمها مع السيد عامل الإقليم الذي وعد بتسوية جميع المشاكل العالقة وتلبية جل المطالب المشروعة للساكنة والمتمثلة في تقوية الطريق الرابطة بين دواوير أوسيكيس و الطريق الرابطة بين بومالن دادس و أمسمسرير على مسافة 6 كيلومترات و التي تتضرر كلما أقبل فصل تساقط الأمطار و الثلوج نهيك عن الضغط الذي تعرفه خلال فصل الصيف حيث يكثر هواة التخييم لقضاء العطلة الصيفية من المهاجرين من أبناء أوسيكيس بالمغرب وخارجه ... بالإضافة الى أن الجهات المختصة وعدت بتعيين أطر طبية في المستوصف القروي المحلي بأسيكيس و بالمركز الصحي بأمسمرير و تزويد الساكنة بجميع الأدوية اللازمة لسد الحاجيات الصحية المستعجلة ...الشيء الذي لم يتم لحد كتابة هده السطور .
و قد تم لحد الآن سد النقص الذي عاشه قطاع التربية مند بداية الموسم الدراسي الحالي بتعيين أساتذة جدد يوم الاثنين الماضي لمباشرة عملهم و محاولة استدراك ما فات بعد قضاء التلاميذ لعطلة غير مرغوب فيها دامت حوالي 6 أشهر ليضل نصيبهم في التحصيل الدراسي رهين بمدى حسن التدبير الزمني للخمسة أشهر المتبقية في عمر الموسم الجاري . كما خلفت هذه الخطوة شبه ارتياح لدى العديد من الأسر رغم عدم القدرة على التنازل عن الحق المشروع في توفير الخدمات الصحية الضرورية خاصة أن انعدامها يكلف في عدة مناسبات أرواح الأمهات الحوامل خاصة مع استمرار انتشار الأمية في صفوف هؤلاء النساء اللواتي لازلن يجهلن أهمية المراقبة الطبية للحمل و الفحص بالصدى "ECHOGRAPHIE" كما لازالت الولادة تتم في ظروف خطيرة للغاية من طرف "قابلات" مولدات تقليدية لم يستفدن من أي تكوين مستمر في هدا المجال رغم دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال السنوات الأخيرة للعديد من المشاريع الجمعوية في هذا المجال بالإقليم وهنا أوجه نداءا للفاعلين الجمعويين بالمنطقة الى العمل على تأهيل تدبير المؤسسة الجمعوية بالمنطقة بسلك نهج التكوين و التكوين المستمر في كل من التسيير الاداري و المالي واعداد المشاريع الجمعوية وملفات طلب الدعم من الجهات الرسمية و المنظمات الغير الحكومية (ONG) التي تعنى بمساعدة الجمعيات في اطار اتفاقيات تعاون دولية مع بلادنا ...
كما يعزى هذا الى عزوف أبناء المنطقة خاصة المثقفين ورجال الأعمال منهم على الانخراط في العمل الجمعوي رغم خصوبة حقله في هده المناطق القروية التي هي في أمس الحاجة الى دعم مشاريعها في جميع المجالات وعلى عكس هذه الصورة لايفوتني أن أنوه بالمجهودات الجبارة التي بدلها و يبدلها أساتذة نسيج المدرسة الجمعوية بتنغير التي ساهمت بشكل كبير في التنمية المستدامة بالمنطقة...
انتفاضة جديدة لأكثر من 250 أسرة بأمسمرير
لليوم الثاني على التوالي و في ظروف مناخية و معيشية جد قاسية, ينتفض أكثر من 1200 من سكان مشيخة أسيكيس بقيادة أمسمرير أغلبهم من الأطفال والنساء يحملون لافتات بشعارات حول حقوق المرأة و الطفل في الصحة و التعليم والحياة ...
وتعود تفاصيل هدا الاحتجاج إلى يوم الأربعاء الماضي حيت خرج المواطنين من بيوتهم في مسيرة منظمة تاركين وراءهم المرضى و الماشية , متجهين نحو الطريق الرابطة بين بومالن دادس و مركز أمسمرير ,حوالي 5 كيلومترات من الدوار حيت يعتصموا هؤلاء يوميا من طلوع الشمس إلى غروبها. وتعزى أسباب هدا الأسلوب من المطالبة بأبسط الحقوق في العيش إلى الهشاشة التي تعرفها الخدمات الاجتماعية قي هده المنطقة الجبلية التي يتجاوز علوها 1500 متر على سطح البحر. فبالاظافة إلى إغلاق الملحقة الصحية التي كانت تقدم بعض الخدمات الخجولة إن لم نقول المنعدمة و المتمثلة في حضور مناسباتي لممرض يلقح الرضع من حين لأخر حسب قول إحدى الأمهات الساخطات عن الوضع و المشاركات في هذا الاعتصام رافضة أن يكبرن بناتها أميات كما هو الشأن بالنسبة لهل. لم يتحمل أبناء دادى عطا بأدرار الأوضاع الهاشة التي تعيشها الحجرات الدراسية بالمنطقة زيادة على الخصاص المتزايد في الموارد البشرية والاكتضاض قي الأقسام(أكثر من 40 تلميذ بالقسم) . حيت انتظر السكان مند انطلاق الموسم الدراسي وقامت الجمعيات الفاعلة بالدوار بالاتصال بمختلف المصالح الخارجية بالإقليم لسد الخصاص المذكور و المتمثل في أربعة أساتذة بمجموعة مدارس أسيكيس بوحدها الشيء الذي لم يتم إلى حد الآن حيت أن ما يفوق 120 طفل لم يدشنوا بعد الموسم الدراسي الحالي قي الوقت الذي ترفع فيه الوزارة المعنية شعارات سيضل أغلبها حبرا يلمع بملفات البريد الوارد للإدارة التربوية لمجموعة مدارس أسيكيس, التي تحتضر اليوم بإيقاف السكان لأبنائهم و إقفال أبواب المؤسسة . في الوقت الذي تخرج من قدمائها أرقام مهمة من المهندسين ومدرسي التخصصات العلمية بل و مسيري العشرات من المقاولات الصغرى والمتوسطة و الكبرى بالمغرب و خارجه...
كما يطالب المحتجون بتوفير حطب التدفئة باعتبار أن المنطقة قروية و تعرف فصلين في السنة فقط الصيف و الشتاء و توفير النوافد للحجرات التي تنعدم فيها.
هذا ففي الوقت الذي ينوه فيه السكان بالمجهودات الجبارة للجمعيات التنموية التي وفرت لحد الآن 03 حافلات للنقل المدرسي و سيارة الإسعاف تضل مجهودات الجهات الرسمية منعدمة لتضل المنطقة كما هي عليه مند عقود مضت اللهم تزويدها في الآونة الأخيرة بالماء و الكهرباء وتعبيد الطريق على مسافة 06 كيلومترات من طرف السكان بدون أي مساهمة من الدولة,رغم غنى الثروات الفلاحية لها حيث تنتج أطنانا كبيرة من التفاح و البطاطس سنويا...
و يصرح ممثل إحدى الجمعيات الفاعلة بالمنطقة أنها فوضت أمرها للسكان لقول كلماتهم بعد طرق جميع الأبواب و مراسلة مختلف الجهات لحل مجموعة من المشاكل العالقة التي طالما عان منها أبناء قيادة أمسمرير لكن دون جدوى...